الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

عطر الهواء ... توضيحات وتنبيهات


عطر الهواء ... توضيحات وتنبيهات

تعد معطرات الهواء من المنتجات التي يكثر استخدامها وبشكل دوري في المنازل والمكاتب، وذلك لما تنشره هذه المعطرات من روائح زكية قد تسبب انتعاشا وحيوية لدى المرء، ولذا سوف نقوم بتسليط الضوء عليها وعلى الطريقة المثلى لاستخدامها.

بداية لا بد من التوضيح انه لا علاقة بين النظافة والرائحة الزكية، فالنظافة تعني وجود تراكيز مخفضة من الملوثات الكيمياوية أو البيولوجية في الجو، أما الرائحة الزكية، فعادة ما تنتشر نظرا لوجود مواد كيمياوية معينة في الجو، ولكن هذه المواد الكيميائية الموجودة قد تعد ملوثا للهواء، اذا كانت نتيجة لوجود مواد ضارة بالبيئة، بل أن بعض الأسلحة الكيمياوية المحظورة تنشر رائحة زكية كغاز السومان والذي تشبه رائحته رائحة الكافور.
صغنا هذه المقدمة لأن الكثير منا يستخدم معطرات الهواء بقصد النظافة، والواقع أنه ليس هناك تلازم بين الأمرين حيث إن معطرات الهواء عموما تتكون من مجموعة من المشتقات البترولية بالإضافة إلى بعض المواد الطبيعية، وهناك تقارير تشير إلى أن هذه المواد البترولية تعد مواد ملوثة للهواء و لها ضرر بالغ اذا تعرض الأنسان لتراكيز عالية منها، وهنا لابد من التنبيه إلى نقطة في غاية الأهمية يحسن التوقف عندها واستيعابها جيدا، فمن المهم أن ندرك أن جميع المواد الصناعية والطبيعية تعتبر سامة وتسبب خطرا ما على الانسان اذا تعرض لها بكميات معينة، فالماء مثلا قد يسبب الموت اذا شربه الأنسان بكميات كبيرة جدا، ولهذا فتوصيف مادة ما بأنها سامة يعد وصفا ناقصا اذ لابد من تحديد الكمية التي ان تعرض لها الأنسان غدت سامة له، ولعل أوضح مثال على ذلك الأدوية فهذه الأدوية أن تناولها المرء حسب وصف الطبيب له فانها تعد دواء، ولكن اذا أسيء استخدامها فإنها تصبح سما قاتلا، وهذا الأمر ينطبق كذلك على المواد التي تستخدم في مختلف المستحضرات سواء التجميلية او التي تستخدم في المنازل أو غيرها.

ومن هذه المنتجات معطرات الهواء، فقد أشارت جملة من التقارير الى أن هذه المواد قد تسبب اضرارا معينة، وقد تنتج مواد ذات تأثير سلبي على صحة الانسان لتفاعلها مع غاز الأوزون الذي قد يكون منتشرا في هواء المنزل نتيجة لوجود ادوات كهربائية معينة تنتج هذا الغاز بكميات معينة، كما أشارت دراسة أخرى إلى وجود مواد كيماوية أخرى كمادة الفاثالات في مجموعة من هذه المعطرات والتي أشارت جملة من الدراسات على بعض التأثيرات السلبية لها على صحة الآنسان، لكن هذه التقارير العلمية مازالت موضع جدل كبير، كما أن هناك من يشكل على طريقة اجراء الدراسة والظروف المصاحبة لها ولهذا فمازال الأمر يحتاج إلى دراسات كثيرة أخرى داعمة حتى نصل إلى نتيجة مطمئنة.

كما أن هناك دراسة أخرى لربما تكون ذات اهمية أكبر أجريت في جامعة برونل، وقد قارنت بين الأفراد الذين يكثرون من استخدام معطرات الهواء وبين آخرين كانوا يستخدمونها مرة كل أسبوع كحد أعلى، وقد توصلت الدراسة إلى أن الأسر التي تكثر من استخدامها فان الاسهال لدى الأطفال حديثي الولادة في هذه الأسر يزيد بنسبة 32 %، كما أشارت الدراسة إلى نسبة احتمال الأصابة بالاكتئاب تزيد لدى النساء في هذه المنازل بنسبة 26%.

ولذا ننصح بعدم الإكثار من استخدامها بحيث لا يتعدى الأمر اكثر من مرة في الأسبوع او الأسبوعين، واذا كان هناك أطفال صغار أقل من ستة أشهر أو نساء حوامل فمن المفضل جدا عدم تعريضهم لهذه المعطرات، وذلك نظرا لأنهم أكثر تأثرا من غيرهم بالمواد التي تفرزها هذه المعطرات، ولأنهم عادة يقضون فترات طويلة في المنزل مما يزيد من تعرضهم لهذه المواد.

ولربما يكون من المفيد تغيير المعطر المستخدم بين فترة وأخرى، وذلك لكي لا يتم التعرض لنفس النوع من الكيمياويات لفترات طويلة، وبذك يعطى الجسم فرصة للتخلص منها، اذ أن جسم الكائن البشري يستطيع التخلص من أغلب السموم اذا كانت بتراكيز معينة، ولذا فاذا كان منتجا من هذه المنتجات يفرز بعض السميات، فان الجسم في الغالب يستطيع التخلص من هذه المواد اذا كانت بتراكيز معينة فاذا زادت يصعب عليه وقد تسبب متاعب كبيرة.

ويخطئ من يظن أن البخور هو حل مثالي، فالبخور وما ينتج من رائحة زكية عن عملية الحرق يحوي مواد ضارة وسميات بتراكيز مختلفة، ولذا فمن المستحسن جدا عدم الأكثار من استخدامه أيضا.

وتعد المعطرات الطبيعية هي البديل المناسب والآمن ولذا فلربما يكون هو الحل المثالي، فالورد والياسمين والريحان وغيرها من النباتات اضافة إلى بعض أنواع الفاكهة كالحمضيات عموما و التي تتميز برائحتها الزكية، ولا تحتوي على مواد ضارة.
وهناك نقطة جديرة بالانتباه اليها وهي ان مكونات هذه المنتجات قابلة للاشتعال فيجب أن نكون حذرين عند استخدامها حيث يجب التأكد من عدم وجود أي مصدر حراري بالقرب منها، كما أنه يجب الحفاظ عليها في أماكن باردة وبعيدة عن متناول الأطفال.

*نقلاً عن صحيفة "عُمان"

0 التعليقات:

إرسال تعليق