الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

سلالة الأوبئة


سلالة الأوبئة

بما أن رأس المال لا دين له، وهو يقوم أساساً وعبر أكثر من مفصل في التاريخ الإنساني، على اجتراح الحيل والمخادعة التي تقوم على امتصاص جيوب الشعوب مهما كان الثمن، فإنه يحق لنا اعتماد الشك في حقيقة كل هذه الأوبئة التي صارت تتكون كنواة بسيطة في أوروبا، ومن ثم تنتشر عالمياً كي تهدد الانسان في حياته.

وبعد استقبالنا الساذج لمتواليات الأوبئة التي بدأت بجنون البقر، ثم تلتها انفلونزا الطيور، وتبعتها انفلونز الخنازير، خصوصاً أن هذه الأوبئة تبدو صغيرة في انتشارها، ثم تكبر حتى تصير بحجم الاقامة الأرضية بمجملها، يحق لنا تأمل شعوب دول العالم الثالث تحديداً وهي تقطف ملايين الدولارات من ميزانياتها المتواضعة أصلاً، لتقف في طابور انتظار اللقاح الترياق على أبواب مصانع الأدوية الغربية، كي تنجو من هذا المرض أو ذاك.

لقد حدثت هذه الطوابير الدولية إبان انتشار مرض انفلونزا الطيور، وحدثت أيضاً حينما انتشرت انفلونزا الخنازير، ولا أحد يعلم كيف بدأت مثل هذه الأوبئة، أو يعلم القيمة المالية التي حصدتها الوقاية من هذه الامراض بذاك المطعوم الذي تم تخزينه في مستودعات الأدوية، وانتهت صلاحيته بعد الانتهاء من توريم رأسمال شركات الأدوية.

والجديد في متواليات الأوبئة، هو ما نشر أخيراً عن مرض بكتيريا «أي كولاي»، الذي بدأ يظهر في اوروبا وتحديداً في بعض المدن الألمانية، حيث أوضحت الانباء الخاصة بهذا المرض أن انتشار بكتيريا «أي كولاي» أو ما يعرف باسم «بكتيريا الخيار» قد تسبب في مقتل ما يقارب من 16 شخصاً و300 مصاب في حالة خطرة حتى الآن في ألمانيا، والخبراء يتوقعون الأسوأ، رغم ان البكتيريا لم تنتشر بعد في أجزاء كبيرة من أوروبا.

بالطبع يتبع مثل هذا الاعلان عن الخبر «ميديا» جبارة تعمل في الاساس على التهويل، إذ يرافق نطق الخبر كميات هائلة من الخيار الاسباني موطن البكتيريا وهي تعدم وتهرس بآلات جبارة أمام عين الكاميرا.

إنّ لعبة الأوبئة التي صارت تتوالى على الشعوب بهذا الشكل المرعب تجعلنا نعتمد نظرية المؤامرة الرأسمالية التي تعتمدها شركات الأدوية في مختبراتها السرية الكافرة، وتجاربها الكيميائية السرية، التي صارت تنتج أوبئة مركبة ومهجّنة، وتنتج في الوقت ذاته اللقاح أو المطعوم الذي يقي الشعوب المذعورة من فكرة الموت، ويجعلها تقبل على شراء المطعوم.

وهكذا يبدو قتل مجاميع هائلة من البشر عبر التاريخ من صناعة ذاك «الكيميائي» الذي تعلم على يد رأس المال الذي لادين له.



نقلاً عن "الإمارات اليوم"

0 التعليقات:

إرسال تعليق